الخميس، 4 مايو 2017

"أصدق دليل" .. مصاب و أولياء دم شهيدين في حرب "غلق مضيق تيران" دافعين تمن الأرض غالي.. الجزر مصرية


"يا شعب ياللى دفع تمن الشوارع دم .. إحفظ أسامى اللى ماتوا فى الشوارع صم" .. هكذا يربط المصريون دوما بين الأرض و الدم ، يعرفون أنهم يدفعون و سيدفعون كل يوم ثمن الأرض دما .
في 23 مايو 1967 ، دوت إذاعة القاهرة بإعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إغلاق مضيق تيران المؤدي إلى خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية ، و في يوم 5 يونيو من العام نفسه اندلعت حرب 67 ، و استشهد و أصيب اﻵلاف من أبناء الوطن في غزة و سيناء و تيران و صنافير ، و من بينهم الأصدقاء الثلاثة الشهيدين "حسني و محمد" و المصاب "عبد السلام" .
و لا يزال أقارب الشهداء يحفظون أسمائهم و أماكن استشهادهم .. و اليوم يشعر أولياء دم الشهداء بغصة تكوي قلوبهم مع إعلان الحكومة اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية مع ما تضمنته من تسليم جزيرتي تيران و صنافير للمملكة ، فهل تقدر حكومة المهندس شريف إسماعيل ، على مواجهة "عبد السلام" أحد المصابين في معركة الدفاع عن المضيق ، و "أميرة" التي فقدت اثنين من أغلى الناس عندها شقيقها و خطيبها ، لتصاب بشلل نصفي يلازمها حتى اليوم ، و "آمال" التي فقدت عمها ؟!
"دمي ماتحرقش يوم الخبر المشؤوم قد ما بيتحرق كل ما بسمعهم يتكلموا عن تيران ، دمنا و ترابنا رخصوا أوي !" .. تقولها "أميرة محمود عطية" ، و هي تغالب دموعها .
تتذكر "أميرة" أسوأ لحظة في حياتها ، قائلة لـ "البداية" "الخبر جالي من والدي ، قال لي بالنص (حسني و محمد استشهدوا يا أميرة) .. و استمر الصمت دقائق ، ليعقبه إصابتي بشلل نصفي" .
والد أميرة يقصّ حكايته و حكاية ابنته قائلا "أميرة اتخطبت و هي عندها 18 سنة ، حسني كان صديق أخوها محمد الروح بالروح ، كانوا أكبر منها بسنتين .. فضلت سنة مخطوبة ، لحد ماجلنا الخبر ، كان يوم إثنين .. أنا فاكر ، و في يوم واحد فقدت أهم اتنين في حياتها" .
و يواصل "بنت عندها 19 سنة اتشلت ، و أمها توفت بعد الواقعة .. و أنا عجوز قاعد ببنته المشلولة من سنين ، ليه ؟ دفاعا عن أرض الوطن !" .
في سنة 1971 ، تسلمت أسرة الجندي حسني السيد داوود ، أوراق استشهاد ابنها المفقود منذ عام 1967 ، فطبقا لقوانين الجيش يعتبر المفقود شهيدا بعد 4 سنين من فقدانه ، و مع هذا عاش أشقاء حسني على أمل أن يكون حيا ، و أقاموا عزاء صوريا لأبنهم ، إلا أن العزاء الصوري انقلب بشكل دراماتيكي .
تحكي "آمال محمود" إبنة شقيق الشهيد تفاصيل ما حدث قائلة "بابا قالي أنه قال لعمي حسن في العزاء (تصور حسني يدخل دلوقتي و يعرف إن ده عزاه هيعمل إيه) ، قاله (و لا حاجة هيقلب العزا رقص ، إنت مش عارفه يعني الدنيا كلها عنده ضحكة و نكتة أهي دي هتبقى أكبر نكتة في حياته)" .
"دقيقة و مرّ (عبد السلام) صديق عمي الشهيد حسني ، لقى عمي و بابا قاعدين في أول العزاء ، دخل و سأل عمي (مين اللي مات يا حسن ؟) قاله (أبدا ده مجرد عزا صوري عشان بعتوا لنا أوراق إنهم اعتبروا حسني شهيد بعد مرور 4 سنين) ، فرد عبد السلام و قاله (البقية في حياتكم) ، عمي ما فهمش قاله (لأ ده عزاء صوري بقولك) ، قاله (البقية في حياتكم يا حسن حسني مات يومها الساعة 9 الصبح وسامحني إني ماقدرتش أكون حامل الخبر وقتها) .
تتوقف "أمال" قليلا ، قبل أن تضيف لـ "البداية" "عقد العائلة انفرط أول ما عمي الصغير دخل الجيش ، كان والدي في السجن لأنه محامي اشتراكي ، و عمي الآخر يواصل دراسته ، الحرب قامت و هو في الجيش عنده 21 سنة ، لم يفقه أمرا في السياسة أو الحروب ، لكن حارب عشان يدافع عن أرضه ، و لما استشهد ، جدتي توفيت حزنا عليه ، و جدي أصيب بالشلل ، و والدي اتقبض عليه تاني و دخل السجن السياسي ، و عمّي حسن تولى تربيتي و رفض الزواج" .
و كتبت "آمال" في تدوينة على صفحتها على فيس بوك تقول "مات عمي و قرة عين أهلي متقطع حتت في خان يونس يوم 5 يونيو و عمره21سنة و 10شهور و 16 يوم .. حرب 67 قامت عشان عبد الناصر قفل مضيق تيران في وش الصهاينة ، عمي دفع دمه الغالي مهر لأرضنا الغالية ، كل دمعة حسرة من عين جدي و أبويا و عمي تمن غالي قوي .. إحنا دافعين تمن أرضنا من دمنا و دموعنا .. دافعين مهرك غالي يا مصر ، و دمنا مش للبيع" .
و اختتم تدوينة رفض بيع الأرض قائلة "أنا آمال محمود عطية السيد ، من أولياء دم الشهيد حسني عطية السيد أرفض التنازل عن أرضي وأرض جدودي وأرض أبويا و أعمامي و ولادي .. #تيران_وصنافير_مصرية" .
"أنا اللي رجعت فيهم ، بس رجعت مشلول ، و إيه الفرق ؟" ، بهذه الكلمات بدأ الجندي عبد السلام صديق الشهيد "حسني" ، حديثه معنا ، قبل أن يضيف "رجعت البيت .. بس و لا فيه شغلانة عارف اشتغلها ، و المعاش مفيش حيوان يعرف يعيش بيه ، و الأهل ..أمي ماتت بعد ما رجعت بسنتين ، وزوجتي تركتني ، فين الحياة هنا !" .
و يضيف عبد السلام "حياتنا ضاعت على شوية تراب مصري ، متنا و هنموت عليهم ، والنهاردة الناس بتتخانق على نسب الجزيرتين و أهميتهم لينا ، قولوا ليهم في ناس ماتت عليهم" .



ملحوظه....
أي حد يقدر يساعد المرضى بالادويه يتواصل على تويتر معا صيدلية تويتر أو على الفيسبوك معا صيدلية فيسبوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق