الديكتاتور التشيلي بينوشيه و قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي |
هل حاكم مصر الجنرال عبد الفتاح السيسي هو نسخة من جزار تشيلي الجنرال «أوغستو بينوشيه»؟ سؤال طرحه إليوت إبرامز، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق في مقال له في جريدة الواشنطن بوست الأميركية، حيث قال: «يتم عقد المقارنة بشكلٍ مستمر بين السيسي وبينوشيه منذ أن استولى السيسي على الحكم في يوليو 2013 بعد أن أطاح انقلابٌ عسكريٌ بمحمد مرسي، الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين الذي انتخب عام 2012.» ويشير أبرامز إلى أن بينوشيه كان ديكتاتوراً وحشياً، لكنه كان أيضاً مصلحاً اقتصادياً إلى حد ما قاد شعبه إلى «الديمقراطية». وتساءل أبرامز: هل ثمة أمل يمكن عقده على السيسي ليحقق لمصر الطفرة التي حققها بينوشيه لتشيلي حتى لو كان ديكتاتوراً قمعياً، يستفيد منها الجميع على المدى الطويل؟ يجيب أبرامز نفسه بأن هذا التصور خطأ لأربعة أسباب:
أولاً: السيسي أكثر وحشية بكثير من بينوشيه الذي أمضى 17 عاماً في السلطة، فقد أشرف بينوشيه على قتل حوالي 3000 شخص وسجن حوالي 40 ألف آخرين لأسباب سياسية خلال تلك المدة. بينما أنجز السيسي مثل تلك الأرقام في أقل من عامين.
ثانياً: السيسي أقل بكثير من أن يوصف بالمصلح الاقتصادي ولا يمكن مقارنته البتة ببينوشيه الاشتراكي، حيث يبدو أن السيسي يؤمن برأسمالية المحسوبية الفاسدة التي أنتجها عهد مبارك، كما لا تُرى له بعد أي إصلاحات أساسية في السوق الحرة.
ثالثاً: على الرغم من كل جرائم الجيش التشيلي تحت حكم بينوشيه، إلا أنه كان يحظى بسمعة جيدة فيما يخص مهنيته ونزاهته المالية؛ ولم يحاول قط أن يصبح السلطة الدائمة للبلاد. لكن في مصر فإن الجيش هو الحاكم الحقيقي للبلاد منذ تولى جمال عبد الناصر السلطة عام 1956، ولا شيء مما فعله السيسي يوحي بأنه قد يخطط لتغيير ذلك. فالجيش يقوم بالفعل بالإشراف على مشاريع صناعية تمتد من البترول إلى سيارات الفيات ومن أجهزة التلفاز إلى حاضنات الأطفال، إضافة إلى امتلاك عقارات وأراض شاسعة في جميع أنحاء مصر، كما يعمل أيضاً كمقاول في تنفيذ مشاريع الطرق».
رابعاً: أولئك الذين يدعون أن عهد بينوشيه كان مخاض الديمقراطية في تشيلي ويريدون من السيسي أن يحذو حذوه، يخطئون هنا أيضاً. فبعد 15 عاماً في السلطة، أراد بينوشيه الحصول على 8 أعوام أخرى، إلا أن الضغط القوي من الولايات المتحدة وبريطانيا حينها بالإضافة إلى رفض بعض أعضاء المجلس العسكري التمديد له أدوا مجتمعين إلى إيقافه، فيما لا يتوقع حصول مثل هذا في مصر. إضافة إلى أن مصر 2015 ليست تشيلي 1973، فعندما قام بينوشيه بانقلابه كانت تشيلي بلداً أكثر تقدماً مع تاريخ طويل من الديمقراطية. فضلاً عن أنه من الواضح أن السيسي يرتكب أخطاء بينوشيه كلها من غير أية إصلاحات جدية تشبه تلك التي صنعها بينوشيه.
الوعي: إن السيسي يرتكب البشاعات بحق مصر لأنه يدرك أن أميركا تدعمه وتحميه دولياً كما أنها تدعم طغمته العسكرية بالعتاد والسلاح وما يلزم لترسيخ حكمه في إطار ما يسمى الحرب على الإرهاب، فيما تغض دول الغرب الأخرى النظر عن جرائمه بذريعة الخشية من «الإسلام السياسي». ويكمن الحل في تحرك المخلصين الغيورين من أهل القوة لرده عن غيه ودفع ظلمه وإقامة شرع الله تعالى لا النظم الوضعية على أنقاض نظامه، نظام الخلافة القائم على الوحدة والعدل والشورى لا على الديمقراطية سواء كانت رأسمالية أم اشتراكية.
ملحوظه....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق